بسام الملاّ : [color=blue]" (حارة الضبع[color:6e96=blue:6e96]) أقوى من أن تقض الخلافات الأسرية دعائمها "
بعد سلسلة من الأعمال الدمشقية الناجحة التي غطت جزءاً كبيراً من تراث أقدم عواصم المعمورة، ولاقت رواجاً كبيراً بين شريحة واسعة من المشاهدين، أصبح اسم المخرج السوري بسام الملاّ دائم الاقتران بالتميز في محاكاة ما شهدته الحارات والأزقة الشعبية القديمة وما دار فيها من أحداث. فبعد النجاح الباهر الذي حققته أعمالٌ سابقةُ كـ
"أيام شامية" و
"الخوالي" و"ليالي الصالحية"، قرر الملاّ مواصلة مشواره المميز بمسلسل "باب الحارة" المكون من جزئين، عرضت
mbc أولهما قبل نحو عام من الآن، فيما يعرض الآخر طيلة أيام الشهر الفضيل.
وعلى عكس الجزء الأول من "باب الحارة" الذي دارت أحداثه حول صراعاتٍ خاضها سكان "حارة الضبع" مع أهالي الأحياء المجاورة ممن أضمر لهم العداء، تناول الجزء الثاني سلسلةً من المشاكل الاجتماعية والأسرية التي واجهها أهل الحي خلال ثلاثينيات القرن المنصرم، مسلطاً الضوء على دور المرأة في المجتمع.
عن هذا التغير المفاجئ في خط سير الأحداث، نفى مخرج "باب الحارة" بسام الملاّ في لقاءٍ مع
mbc أن تمثل الخلافات التي نشبت بين نساء الحي محاولة منه لإضافة مزيدٍ من الأحداث بهدف إطالة المسلسل، مؤكداً أن "الجزء الثاني كتب قبل الأول بعامٍ كامل تحت إشرافي الشخصي، إلا أنني فضلت تقديم الأول لأتمكن من رسم خلفيات كافية عن شخصيات العمل".
كما يؤمن بسام بضرورة التركيز على الجانب النسائي والدور الذي لعبته المرأة في صياغة أحداث تلك الحقبة، مؤكداً أن الصورة التي رسمها "باب الحارة" للمرأة "إيجابية تعكس مدى طيبتها ووفائها، مقابل اختلاق الرجل للمشاكل والمنغصات".
ولا يعد الملاّ النزاعات الداخلية التي تشهدها
"حارة الضبع" في الجزء الثاني مبالغة درامية، بل توثيقاً لتاريخ اجتماعي شهد صراعات على مختلف الأصعدة، "فمن الطبيعي أن تنشب بعض النزاعات بين أفراد الأسرة الواحدة نتيجةً لطبيعة النفس البشرية، إلا أن ذلك الانشقاق لن يؤثر في تماسكهم وتقديمهم للمصلحة العامة، أسوة بالمجتمع الدمشقي القديم الذي شهد أمثلة كثيرة لتقديم مصلحة الجماعة على العلاقات الشخصية".
أما عن سر عدم تعرض المسلسلين للمقاومة السورية ضد الاحتلال الفرنسي، أرجع مخرج "باب الحارة" ذلك للفترة الزمنية التي تناولها العملان، والتي تلي مقتل حسن الخراط – أحد قادة الثورة السورية الكبرى -، "إلا أن أهل الحي قاموا بنشاطات ثورية أخرى، كمحاولاتهم الدائمة للتقليل من شأن الدرك الفرنسي، ودعمهم لثوار الغوطة بالسلاح".
هل استُهلِكت البيئة الدمشقية؟وغير بعيدِ عن "
حارة الضبع" وشجونها، دافع بسام الملاّ عن إصراره على تقديم البيئة الدمشقية القديمة، مؤكداً أن ذلك يأتي ضمن جهوده الحثيثة لإعادة كتابة التاريخ الاجتماعي في دراما بصرية، "فمدينة عريقة كدمشق تملك إرثاً غنياً بالثقافات والعادات والتقاليد والقيم والمواقف التي تستحق التوثيق في عشرات الأعمال".
فعلى الرغم من اعترافه بعدم جدوى سرد العادات والقيم القديمة في إصلاح المجتمع، يرى المخرج السوري أن انتاج أعمالٍ مستمدة من البيئة الشامية أصبح مطلباً جماهيرياً، لشغف الناس بها ومتابعتهم المستمرة لمختلف الأعمال التي تتناولها، "فهذه النزعة تشبه إلى حدٍ كبيرٍ اهتمام المصريين بإرثهم الثقافي وأعمال نجيب محفوظ قبل بضعة عقود".
في الوقت نفسه اعترف الملاّ بتكراره الاستعانة ببعض الممثلين في هذا النوع من الأعمال، مرجعاً ذلك لحاجته لنجومٍ يجيدون اللهجة الدمشقية التي درجت في بدايات القرن الماضي، ويساعدون زملائهم من الممثلين ذوي الأصول غير الدمشقية على اتقانها.
أما عن فكرة توثيق الشخصيات السورية التاريخية في مسلسلاته، كشف مخرج "باب الحارة" أنه بصدد الاعداد لعملٍ يتناول شخصية عاشت بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي، دون أن يصرح عن هويتها.
سوريا تتفوق على أقرانها درامياً !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!تحدث بسام الملاّ أيضاً عن العلاقة المتوترة بين الدراما السورية ونظيرتها المصرية مؤخراً، مشدداً على أهمية النظر إلى القضية كمنافسة شريفة بعيدة كل البعد عن الصراعات الشخصية والاقليمية، دون أن يخفي غبطته بما وصفه بـ "تفوق الدراما السورية على منافسيها" في الوقت الراهن.
وأرجع المخرج المتألق أسباب هذا التفوق لطريقة تعامل صنّاع الدراما السورية مع المشاهد العربي، "تمكنا من الحصول على مصداقية أكبر لجديتنا في التعامل مع المتلقي الذي نعتبره أستاذاً يتولى الحكم على نجاح العمل من فشله في نهاية المطاف".
أما عن التعاون بين المدارس العربية المختلفة، فيرى الملاّ أنه بات مطلباً ضرورياً يعود بالنفع والفائدة على الجميع، مؤكداً نيته خوض تجربة مشابهة لتجربة المخرج السوري حاتم علي الذي أخرج مسلسل "الملك فاروق"، والتي وصفها الملاّ بـ" التجربة المتميزة من الناحية البصرية والدرامية، وجزءٌ كبيرٌ من نجاح هذا العمل العربي المشترك يسجل لحاتم وتيم الحسن وفريقهما".
واختتم بسام الملاّ لقاءه مع
mbc.net بالحديث عن أهمية عرض أعماله على شاشة
mbc الأمر الذي ساهم في انجاحها، "كونها تعرض على شاشة تعد المنبر الاعلامي الأهم لصناّع الدراما العربية، نظراً لمساحة ارسالها الواسعة وجمهورها العريض".